الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في تدوينة مؤثرة: العميد شوقي الطبيب يروي تفاصيل لقائه الاخير مع فقيد المحاماة مراد بليبش، ويوجه له هذه الكلمات

نشر في  24 أوت 2017  (09:49)

نشر رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد العميد شوقي الطبيب على صفحته الخاصة بموقع الفايسبوك اصدار مؤثرا نعى من خلاله رحيل المحامي مراد بليبش الذي توفته المنية مؤخرا بعد صراعه مع المرض الخبيث..

وتحدّث الطبيب في تدوينته على تفاصيل اللحظات الاخيرة التي قضاها رفقة الفقيد، معربا عن ندمه الشديد لعدم استفساره عن وصيته التي يرغب في تركها له، وفي ما يلي ماجاء في التدوينة المذكورة: 

 "تزامن تقلدي لما يمكن توصيفه بمسؤوليات مهمة في الشأن العام كعمادة المحامين أو رئاسة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بتصاعد دور شبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك الذي استعمله كغالبيتنا للاستعلام أو نشر معلومات واخبار معظمها مهنية أو رسمية متفاديا ما أمكن استعماله للتعبير عن المشاعر الشخصية وذلك عملا بتعاليم الأصدقاء خبيري شؤون الاتصال الذين نصحوني -بصفتي رجل عام -ان أتفادى ذلك،،، غير ان ما أعيشه منذ ساعات من مشاعر حرقة وندم نتيجة رحيل اخي مراد بلبيش يدفعني دفعا الى مشاركتكم بعض الخواطر والأحاسيس التي ازدحم بها عقلي وصدري الى حد الضيق وليسامحني أصدقائي خبراء الاتصال على فعلتي التي أعدهم ان لا تتكرر: لقد كنت كمعظم أصدقاء مراد على يقين منذ أشهر عديدة انه راحل عنا،، كنا نتألم في صمت استباقا للحظة فراقه وفِي نفس الوقت نطلب له الخلاص والراحة مما هو فيه سيما في أيامه الاخيرة حين استبد به المرض الخبيث وأقر لنا الأطباء بقرب النهاية ،،، وحين وافته المنية صرعني الحزن على فراقه ،،، غير ان ما المني الأكثر هو جبني أو بالأحرى طبعي الذي منعني ان اطلب منه خلال زيارتي الاخيرة له ان يوصيني بشيء،،، لقد كنت اعلم انه راحل وكنت اعلم انه يعلم انه راحل،،، ولكن لم تكن لي الشجاعة الكافية حتى أمسك بما بقي من يده الواهنة النحيلة وانظر اليه في عينيه التي لم يخفت بريقها قط وأقول له " مومو : وصيني بحاجة، ،، آش تحب نقول لمهدي كي يكبر،،، مومو : تهنى على فاتن والبيرو،،،

مومو: ما تخافش جميلة وَعَبَد العزيز في عينينا،،، مومو: نوعدك باش نقعدو نمشيو بعدك للشرقي في قرقنة ونحلو دار بليبش كل عطلة سبعة نوفمبر،،، مومو: نوعدك باش نقعدو نطولو على التهامي في القراطن نسرحو معاه في الحي ،، ، ونهزو الماعون لنجاة في العطايا ونروحو من عندهابالكسكسي بالميلة،،، مومو : ما تخافش هاك ماشي بحذا فوزي بن مراد الله يرحمو الي كان ما يقرا كان حسابك انت ويقول عليك "بليبش هو الصغير فينا هذا علاش ما نجمش نغششو"،،،

مومو: هاك ماشي بحذا محسن الربيع الله يرحمو الي كان يقول عليك "بليبش اكثر يساري نحبو"،،،،مومو: تنجم تمشي وانتي مرتاح وكمان علي نحبهم الكل،،،مومو،،مومو، ،،،، لم اقل له اَي شيء من هذا وغيره مما كان يفيض به قلبي ،،،لم استطع،،،اكتفيت بالهمس في اذنيه" مومو هاني جبتلك من مصر البسبوسة والمانجا الي وصيتني عليها" ،،،مسدت له أنامله وقبلته ثم هرعت خارج تلك الغرفة المشؤومة رقم 102 منذ قليل ونحن نواريه الثرى لم أتمالك نفسي وانطلقت في البكاء والعويل كالطفل وانا العن جبني أو طبعي،،، لا يهم،،،

حينها فقط همست لمراد الذي كان مسجى على بعد نصف متر مني : سامحني ما نجمتش نقلك : آش تحب توصيني،،، فلا تفعلوها كما فعلتها،،،أفصحوا عن مشاعركم لمن تحبون ،،، فانكم وانهم راحلون،،،"

وللتذكير فقد تحصل الأستاذ المرحوم مراد بليبش على الإجازة في المحاماة سنة 1992 وتم ترسيمه بالاستئناف في 23 جوان 1996 وفي 18 فيفري 2010 تم ترسيمه بالتعقيب.

رحم الله الفقيد والهم اهله وذويه فائق الصبر والسلوان